فساتين اخر موضه
عدد المساهمات : 89 نقاط : 16754 تاريخ التسجيل : 08/11/2010
| موضوع: حديث قدسى ما صحته الجمعة 10 ديسمبر - 5:50 | |
| بسمالله الرحمن الرحيم السلامعليكم ورحمه الله وبركاته فتوى السؤال مامدى صحت هذا الحديث المتداول فى معظم المنتديات انظرإلى رحمة الله بك واستحى منه انظرإلى رحمة الله بك لتتعلم الحياء ، وانظرإلى لطفه بك وحرصه عليك ، يقول اللهفى الحديث القدسى: "إنى والإنس والجن فى نبأ عظيم “ أخلقويعبد غيرى ، أرزق ويشكر سواى ، خيرىإلى العباد نازل وشرهم إلىّ صاعد ، أتوددإليهم بالنعم وأنا الغنى عنهم ! ويتبغضونإلىّ بالمعاصى وهم أفقر ما يكونون إلى ،أهل ذكرى أهل مجالستى ، منأراد أن يجالسنى فليذكرنى ، أهلطاعتى أهل محبتى ، أهلمعصيتى لا أقنطهم من رحمتى ، إنتابوا إلى فأنا حبيبهم ، وإن أبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهمبالمصائب لأطهرهم من المعايب ، منأتانى منهم تائباً تلقيته من بعيد، ومنأعرض عنى ناديته من قريب ، أقولله : أين تذهب؟ ألك رب سواى ، الحسنةعندى بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئةعندى بمثلها وأعفو ، وعزتىوجلالى لو استغفرونى منهالغفرتها لهم " . الجواب السؤالماهو تخريج الحديث القدسي التالي ، فهو متداول بكثرة في المنتديات الجواب الحمدلله أولا: الجزءالأول من هذا الحديث وهو قوله : ( إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويُعبدغيري ، أرزق ويُشكر سواي ) من الأحاديث القدسية الضعيفة المشهورة ، والأحاديثالقدسية من أكثر الأبواب التي دخل فيها الضعيف والمكذوب . أخرجهالطبراني في " مسند الشاميين " (2/93)، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخدمشق " (17/77) يقولالشيخ الألباني رحمه الله : "ضعيف .... منقطع ، فإن عبد الرحمن بن جبير ، وشريح بن عبيد لم يدركا أبا الدرداء ،فعلة الحديث الانقطاع " انتهى. ومعذلك فمعنى الحديث صحيح مقبول ، وليس فيه ما ينكر ، إلا أنه لا تجوز نسبته للنبيصلى الله عليه وسلم . يقولالشيخ صالح الفوزان حفظه الله : "معناه صحيح ، أن الله يخلق ويعبد سواه ، الله خلق المشركين وعبدوا سواه ، واللهيرزق ويشكر سواه ، هذا واقع " انتهى. ثانيا: أماالجزء الثاني وهو قوله : ( خيري إلى العباد نازل ، وشرّهم إليّ صاعد ، أتودد إليهمبالنعم وأنا الغني عنهم ! ويتبغّضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إليّ ) فهوحديث موضوع مكذوب وإن كان معناه مقبول أيضا : جاءفي " السلسلة الضعيفة " (حديث رقم/3287) للشيخ الألباني رحمه الله : "( يقول الله تعالى : يا ابن آدم ! ما تنصفني ، أتحبب إليك بالنعم ، وتتمَقَّتُإليَّ بالمعاصي ، خيري إليك منزل ، وشرك إليَّ صاعد ، ولا يزال ملك كريم يأتينيعند كل يوم وليلة بعمل قبيح ! يا ابن آدم ! لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم منالموصوف ؛ لسارعت إلى مقته ) موضوع. أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 4) ، والديلمي (4/ 257-زهر الفردوس)من طريق داود بن سليمان الغازي : حدثني علي بن موسى الرضا .. (قلت : فساق إسنادهعن آبائه عن علي رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره. قلت– أي الشيخ الألباني - : وهذا موضوع ؛ آفته الغازي هذا ، وهو شيخ كذاب كما تقدممراراً . لكنتابعه أحمد بن علي بن مهدي الرقي : حدثنا أبي : حدثنا علي بن موسى الرضا به . أخرجهالديلمي ، وكذا نظيف المصري في "الفوائد" (ق106/ 2) ، ومن طريقه أبو نصرالغازي في "جزء من الأمالي" (ق78/ 1) وزاد : ( تفعلالكبائر أو ترتكب الكبائر ثم تتوب إلي فأقبلك إذا خلصت نيتك ، وأصفح عما مضى منذنوبك ، وأدخلك جنتي وأجعلك في جواري ، سوءة (!) لإقامتك على قبيح فعالك ) لكنالرقي هذا وأبوه لم أعرفهما ، ولعل أحدهما سرقه من الغازي ؛ فإن لوائح الوضعوالصنع على الحديث ظاهرة " انتهى كلام الشيخ الألباني رحمه الله . والحديثأخرجه أيضا ابن عساكر في " معجم الشيوخ " (رقم/1270) من الطريق الأولىالموضوعة ، ويروى في كتب أخرى من نقل وهب بن منبه عن الكتب السابقة ، وهو بذلكأشبه . ثالثا: أماالجزء الثالث من الحديث المذكور ، وهو قوله : ( أهلذكري أهل مجالستي ، من أراد أن يُجالسني فليذكرني . أهل طاعتي أهل محبتي . أهلمعصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم ، وإن أبَوا فأنا طبيبهم ،أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب ، من أتاني منهم تائباً تلقّيته من بعيد ،ومن أعرض عني ناديته من قريب ، أقول له : أين تذهب ؟ ألك رب سواي !) فلمنجده مسندا ولا مأثورا في كتب أهل العلم ، وأقدم من رأيناه ذكره هو شيخ الإسلامابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " (14/319) حيث قال : "وقد جاء فى بعض الأحاديث : ( يقولالله تعالى : أهل ذكري أهل مجالستي ، وأهل شكري أهل زيادتي ، وأهل طاعتي أهلكرامتي ، وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، أي محبهم ، فإنالله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائبلأكفر عنهم المعائب ) وذكرتكملته ابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين " (1/194) من غير عزولكتاب . رابعا: أماالجزء الأخير من الحديث ، وهو قوله : ( الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئةعندي بمثلها وأعفو ، وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم ) فقدصح نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنهقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقُولُاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَاوَأَزِيدُ ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْأَغْفِرُ ) رواه مسلم (2687) . وبالجملة، فالحديث ـ بهذا السياق ـ ليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان بعضجمله قد روي مفرقا ، كما ذكرنا في الجواب . واللهأعلم .
| |
|