السؤال :
السلام عليكم ....
حياك الله شيخنا .
شيخي :
متى نقول يعذر المسلم بجهله ومتى نقول هذا معرض ولا يعذر بجهله(طبعا ﻹعراضه عن تعلم الدين هو جاهل) فكل معرض هو جاهل.
او في كل حالاته هو معذور ولا يقال مشرك ابتداء.
واتكلم هنا عن صرف العبادة لغير الله.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الجهل عارض من عوارض لحوق الكفر بفاعله وأدلة ذلك كثيرة منها قوله نعالى "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" ومنها حديث الرجل الذي أمر أولاده أن يحرقوه بعد أن يموت لكثرة ذنوبه ، وقد ظن أن الله لن يقدر على جمعه وبعثه ،فبعثه الله وغفر له والحديث صحيح في البخاري والرجل هذا يقول شيخ الإسلام اعتقد اعتقادا كفريا وغفر الله له لجهله، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها الصحيح حينما قالت "مهما يكتم الناس يعلمه الله" فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم" والحديث في صحيح مسلم ، وقال ابن تيمية معلقا على هذا الحديث أن عائشة كانت تجهل أن الله بكل شيء عليم ولم يكفرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الشاهد بفهم شيخ الإسلام مهم جدا لأن عائشة رضي الله عنها في بيت النبوة ومنبع العلم ومع ذلك عندما جهلت أمرا من أمور العقيدة و التي فيها كفر و إيمان لم يكفرها رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومن ذلك حديث ذات أنواط حينما طلب الصحابة أمرا مكفرا و قد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كفر بقوله "قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلاها كما لهم آلهة" ومع ذلك لم يكفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالعذر بالجهل يعم جميع المسلمين طالما تصور منهم الجهل،فلو كانوا في بلاد لا ينتشر فيها التوحيد، بل قد تنتشر فيها الشركيات و يلبس عليهم علماء السوء أن هذه لا شيء فيها و أنها ليست عبادة، ولم يوجد من يذكرهم ويعلمهم ممن يعتدون بقوله فلا ريب في عذرهم بجهلهم ، أما إن كانوا في بلاد ينتشر فيها التوحيد و وصل إليه علم المسألة ممن يثق بعلمه أو حتى يثير في نفسه شكا في فأعرض عن البحث في المسألة فهذا لا يعذر بجهله و إن كان جاهلا لأنه معرض والله أعلم
الشيخ أبو الفتح الفرغلي